Maecenas mauris elementum, est morbi interdum cursus at elite imperdiet libero. Proin odios dapibus integer an nulla augue pharetra cursus.
ذ. نصيري حمزة, جامعة إبن طفيل كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية
ذ. خديجة وادي , جامعة إبن طفيل كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية
ABSTRACT
In order to provide a comprehensive analysis of the current research status on the psychology of sports injury rehabilitation, this review focuses on presenting theoretical models related to sports injury, as well as reviewing the fundamental motivational processes affecting the rehabilitation process. Additionally, the impact of environmental and social factors on this process will be discussed. In the second part, we will review some important studies that shed light on the relationship between psychological factors and the course of sports injury rehabilitation. Finally, a comprehensive overview of potential psychological interventions and their effectiveness in the rehabilitation phase will be presented, aiming to provide a deeper and more inclusive understanding of how to enhance the sports rehabilitation process through psychological interventions.
Key words: SPORT, INJURY, PSYCHOLOGY, MOTIVATION, RECOVERY, REHABILITATION, INTERVENTION
ملخص
بهدف تقديم تحليل شامل لوضعية البحث حول سيكولوجية تأهيل الإصابة الرياضية، يتم التركيز في هذا المقال على عرض النماذج النظرية المتعلقة بالإصابة الرياضية، وكذلك استعراض السيرورات الحافزية الأساسية التي تؤثر في عملية التأهيل. بالإضافة إلى ذلك، سنناقش تأثير العوامل البيئية والاجتماعية في هذه العملية. في الجزء الثاني، سنستعرض بعض الدراسات المهمة التي تسلط الضوء على العلاقة بين العوامل النفسية وسيرورة تأهيل الإصابة الرياضية. وأخيرًا، سنقدم نظرة شاملة للتدخلات النفسية المحتملة وفعاليتها في مرحلة إعادة التأهيل، بهدف توفير فهم أعمق وأكثر شمولاً لكيفية تحسين عملية التأهيل الرياضي من خلال التدخلات النفسية.
الكلمات المفتاحية . رياضة, اصابة, حافزية , تأهيل, تدخل.
المقدمة
في عالم الرياضة، حيث تتشابك الانتصارات والتحديات، يجد الرياضيون أنفسهم في كثير من الأحيان أمام عقبة لا مفر منها: الإصابة, حيث غالبا ما تكون نتائجها غير سارة للرياضيين (رايس وآخرون ، 2016). ومع ذلك، فإنه من خلال محنة الصعاب يظهر الأبطال، ليس فقط من خلال القوة البدنية بل أيضًا من خلال القوة الذهنية. في هدا الإطار يعتبر علم نفس تأهيل الإصابات الرياضية جزء محوري ومهم لكنه غالبًا ما يتم تجاهله في رحلة إستشفاء الرياضي. حيث وراء تأهيل العضلات والأربطة يكمن مشهد معقد من المشاعر والدوافع والقدرة على التحمل النفسي التي تؤثر بشكل عميق على مسار الإستشفاء والقدرة على العودة الي المشاركة الرياضية والعودة الى نفس مستوي الاداء قبل الاصابة باسرع وقت ممكن.
في هذا السياق، يشهد الطلب على مساهمة الأخصائيين النفسيين في عملية إعادة تأهيل الإصابات الرياضية زيادة ملحوظة. إذ تتفق الأبحاث المتزايدة على أهمية الجوانب النفسية المرتبطة بالإصابات الرياضية وعمليات إعادة التأهيل (بروير، 2012؛ كروسمان، 1997). هذه الدراسات أبرزت أن للعوامل النفسية تأثيرا مباشرا في قدرة الرياضي على العودة إلى ممارسة الرياضة بعد مرحلة إعادة التأهيل. وأن التركيز فقط على التأهيل الجسدي ليس كافياً (ووداي وآخرون، 2002؛ أديرن وآخرون، 2011). بالإضافة إلى ذلك، تؤكد نتائج هذه الدراسات على ان لثنائية سيرورة إعادة التأهيل الفسيولوجية والنفسية وعلاقتهما المتشابكة ببعضهما البعض أهمية كبيرة في تصميم النماذج النظرية المؤطرة لعملية إعادة التأهيل (ويسبجورنستال وآخرون، 1998؛ بروبر وآخرون، 2002).
من خلال عدسة هذا الإطار , يعتبر علم نفس تأهيل الإصابات الرياضية مجالاً متطوراً ومتعدد الجوانب، حيث يستند إلى النماذج النظرية المختلفة والتدخلات العلاجية المتنوعة. بهدف فهم العوامل النفسية التي تؤثر على عملية التعافي، وتطوير استراتيجيات تدخل نفسي فعّالة لتحسين الإستشفاء وتعزيز أداء الرياضي.
نبدأ رحلتنا في هذا المقال عبر إستعراض النماذج النظرية المؤطرة لعلم نفس تأهيل الإصابات الرياضة , بهدف القاء الضوء على الشبكة المعقدة من البناء النفسي الذي يتقاطع مع عملية أعادة التأهيل والاستشفاء بعد الإصابة الرياضية. من التقييم المعرفي للإصابة إلى الاستجابات الإنفعالية والسلوكية، نهدف إلى فك رموز الأفكار والمشاعر التي ترافق الرياضي طوال رحلة تأهيله. و كذلك إستعراض سيرورات الحافزية التي تعد البوصلة التي توجه الرياضيين عبر المسار الشاق للتأهيل. من الدوافع الجوهرية المتمثلة في الشغف والغرض إلى المكافآت الخارجية التي تغذي العزيمة، نكتشف الوقود الذي يشعل لهب الصمود ويقود الرياضيين نحو العودة الي نفس مستويات الأداء قبل الاصابة . مرورا بإستعراض الكتابات العلمية الأكثر اقتباسا التي تسلط الضوء على العلاقة المركبة بين العوامل النفسية ومسار تأهيل إصابات الرياضة. و بتقديم نظرة شاملة للتدخلات النفسية المحتملة وفعاليتها في مرحلة إعادة التأهيل، نسعى الى توفير فهم أعمق وأكثر شمولاً لكيفية تحسين عملية التأهيل الرياضي من خلال التدخلات النفسية و الى استخلاص المحاور الرئيسية التي تحكم الممارسة الإكلينيكية مع الرياضيين المصابين والتي تعزز فعالية التدخلات النفسية في مرحلة إعادة التأهيل.
النماذج النظرية للتعافي من الإصابة الرياضية
خلال السنوات الأخيرة، تمت اقتراح عدة نماذج نظرية لإطار عملية الشفاء الكامل من الإصابة الرياضية، بدءًا من النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي (بروير، 2007؛ 2009)، الذي يركز على العوامل التي تؤثر في عملية إعادة التأهيل. وتتجلى هذه العوامل في نموذج التقييم المعرفي، الذي يوضح العلاقة بين عمليات التقييم المعرفي والعوامل النفسية والبيئية المرتبطة بالتأهيل والتعافي من الإصابة الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن النموذج المتكامل للاستجابة النفسية للإصابة الرياضية، بالإضافة إلى النموذج التحفيزي والنموذج المرحلي، يعمقان في مراحل الاستجابة النفسية للرياضيين وكيفية تحكم هذه المراحل في مسار إعادة التأهيل والتعافي. في الأقسام التالية، سنعمق في كل نموذج بالتفصيل.
النموذج البيو نفسي اجتماعي
يتضمن هدا النموذج كما هو مبين في (الخطاطة 1) ادناه سبعة أبعاد مختلفة , خصائص الإصابة ,العوامل السوسيوديموغرافية, العوامل النفسية , العوامل البيولوجية العوامل الاجتماعية البيئية , النتائج الوسيطة البيولوجية النفسية , نتائج التأهيل الرياضي للإصابة.
حسب هذا النموذج سيرورة التأهيل تبدأ من لحظة الإصابة , مكان الإصابة في الجسد, الاسباب ,نوع الإصابة ودرجة خطورة الإصابة , كدلك التاريخ الطبي للرياضي باعتبار ان الاصابات السابقة تعتبر كعامل مؤثر على المستويات النفسية والبيولوجية والاجتماعية . بصورة مماثلة , العوامل السوسيوديموغرافية كالسن الجنس و المستوى الاقتصادي للرياضي تعتبر عوامل مؤثرة كدلك المستويات النفسية والبيولوجية والاجتماعية .
هده المستويات الثلاث تؤثر وتلعب دورا وسيطا في نتائج سيرورة التأهيل القابلة للملاحظة, وتتمثل في النطاق الحركي للاعب , القوة والمرونة و القدرة التحميلة للعضلات المصابة, ادراك الالم ,وكذلك الحيز الزمني لعملية التأهيل . حيث هده النتائج الوسيطة هي من تلعب الدور الحاسم في النتائج النهائية للسيرورة التأهيلية, و تظهر هذه النتائج على مستوى الأداء الوظيفي , القيمة الحياتية بعد الإصابة, الموقف الشخصي من السيرورة التأهيلية , الرغبة في العودة الى الممارسة الرياضية . تعتبر العوامل النفسية هي المحور الأساسي لهذا النموذج ,حيث تؤثر وتتأثر بالعوامل البيولوجية للإصابة والعوامل السوسيوديموغرافية وتؤثر في النتائج الوسيطة ثم النتائج النهائية للسيرورة التأهيلية النهائية .
نموذج التقييم المعرفي
يعتبر النموذج السابق فعالا في تقديم وتفسير مختلف العوامل المتدخلة في سيرورة إعادة التأهيل بعد الإصابة الرياضية , الا ان العلاقة الارتباطية بين مختلف هده العوامل تحتاج مزيدا من التفسير , في سنة 1994قدم بروير نموذج التقييم المعرفي لتفسير هده العلاقة بين مختلق هده العوامل وكيف يلعب الجانب المعرفي الدور الرئيسي في تحديد إستجابة الفرد للإصابة الرياضية .
في عمله الرئيسي، قدّم بروير (1994) نموذج التقييم المعرفي للتكيف النفسي بعد الإصابة الرياضية، والذي أصبح منذ ذلك الحين أحد أركان فهم العمليات النفسية المرتبطة بالإصابات الرياضية. يفترض هذا النموذج أن العوامل الجوهرية والخارجية تمارس تأثيراً كبيراً على عملية التقييم المعرفي، مما يؤثر بشكل عميق على ردود الفعل العاطفية للفرد، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، القلق المرتبط بالإصابة، والخوف من إعادة الإصابة، وأعراض الاكتئاب. علاوة على ذلك، يسلط بروير الضوء على العلاقة المتبادلة بين الاستجابات العاطفية والتفاعلات السلوكية والفردية لاستراتيجيات إعادة التأهيل. هذه الرؤى لا تعزز فقط فهمنا للتداخل المعقد بين الجوانب النفسية والفيزيولوجية لعملية الشفاء من الإصابات الرياضية، بل تسلط أيضاً الضوء على أهمية استراتيجيات التدخل المصممة خصيصاً التي تعالج كل من التقييم المعرفي والاستجابات العاطفية في تيسير تحقيق نتائج إعادة التأهيل المثلى..
في سنة 1998، قدّم (ويسي-بيورنستال وآخرون، 1998) مراجعةً لنموذج بروير، مقترحين نموذجاً متكاملاً للاستجابة النفسية للإصابة الرياضية وعملية التأهيل بعدها (« النموذج المتكامل للاستجابة النفسية للإصابة الرياضية وعملية التأهيل »). تمثلت جوهر هذا الاستعراض في إدراج مفهوم الشخصية كعنصر أساسي في مجموعة العوامل الشخصية، مع التأكيد على أن العوامل النفسية تؤثر وتتأثر بالنتائج الوسيطة والنهائية لعملية التأهيل. الرسم التوضيحي2.
نموذج حلقة الإصابة العاطفية
اقترح اكونور سنة 2005 نموذج الحلقة العاطفية للإصابة حيث يقدم هدا الأخير ثلاث استجابات عاطفية للإصابة, الانكار الحزن والمواجهة.
عندما يُنكر الفرد ولا يعترف بتبعات الإصابة الرياضية التي تعرض لها، نتحدث عن حالة الإنكار، والتي تتمثل في عدم الاعتراف بشدة أو خطورة الإصابة، أو بتأثيراتها على مسار الرياضي. يمكن تحديد حالة الإنكار هذه ليس فقط من خلال ما يقوله الفرد، وإنما أيضًا من خلال طريقة تعامله مع المعلومات المتعلقة بطبيعة الإصابة. وهنا يجب التفريق بين الأفكار الإيجابية وحالات الإنكار. على سبيل المثال، عندما يُخبر الطبيب الرياضي بأن مدة الاستشفاء من الإصابة ستكون بين 10 إلى 12 شهرًا، ويُصرّ الرياضي على أن مدة الاستشفاء لن تتجاوز 8 أشهر، فإن هذا يعكس رغبة الرياضي في الالتزام بمراحل سيرورة التأهيل. أما في حالة الإنكار، فعادةً ما ينكر الرياضي خطورة الإصاب ويظهر مقاومة للاشتراك في مراحل الاستشفاء أو سيرورة التأهيل. تكون هذه الاستجابة غالبًا في المراحل الأولى من رحلة التأهيل، ولا داعي للتدخل في هذه المرحلة لأنها تعتبر استجابة نفسية مرتبطة بطبيعة الإصابة. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الحالة في المراحل اللاحقة من سيرورة التأهيل وتعارضت مع متطلبات العلاج، فإن التدخل النفسي الخاص يصبح ضروريًا (أكونور وآخرون، 2005).
حالة الحزن ترتبط عادةً بالانفعالات والمشاعر السلبية التي تنشأ نتيجة للإصابة، مثل القلق، والخوف، والفترات الاكتئابية، وتشوش مفهوم الذات، ونوبات الغضب. تظهر حالة الحزن هذه غالبًا في المراحل الأولى والمبكرة بعد الإصابة، وتتأثر بطبيعة الإصابة أيضًا. في هذه المرحلة، يكون من المهم بالنسبة لفريق الرعاية الطبية المسؤول عن سيرورة إعادة التأهيل بناء علاقة متبادلة مع الرياضي المصاب. وفي بعض الحالات، قد تظهر حالة الحزن في المراحل المتقدمة من سيرورة التأهيل، وخاصةً في مرحلة الاستعداد للعودة للممارسة. يمكن للرياضي أن يجد نفسه في المراحل الأخيرة جاهزًا للعودة للممارسة والمشاركة الرياضية، لكن يجب على الطاقم الطبي إكمال جميع مراحل التأهيل، مما قد يجعل الالتزام بهذه المراحل من قبل الرياضي أمرًا مزعجًا.
مرحلة المواجهة المحددة الأهداف تبدا حين يستطيع الرياضي ان يتخطى انفعالاته السلبية والغير مكيفة مع وضعية التقدم في العلاج ويبدا في تبني وضعية جديدة , هذا الانتقال يعتمد على موارد التقييم التي يحظى بها الرياضي , تحديد الأهداف بشكل واقعي وقابل للإنجاز, كدلك قدرة الرياضي على الالتزام والتركيز مع متطلبات عملية إعادة التأهيل , وهده المرحلة او الوضعية تأتي عادة في المراحل المتأخرة من سيرورة التأهيل حيت يكون الرياضي قد تخطى بنجاح مرحلة الانكار وتعامل بشكل وظيفي مع مرحلة الحزن ,ما يساهم بفعالية في انجاح عملية إعادة التأهيل وتمكين الرياضي من العودة الى المشاركة الرياضية بشكل سليم .(سانتي و بيترانتوني, 2013)
نموذج الحلقة العاطفية للإصابة يحتفظ بمفهوم المراحل او المحطات الإنفعالية التي يمر منها الرياضي , لكنه اكثر مرونة بحيث لا يؤكد على حتمية الانتقال من مرحلة إنفعالية الى مرحلة إنفعالية موالية .لان الحالة الإنفعالية لرياضي يمكن ان تتغير في مدة شهر او اسبوع او في يوم واحد حيث يمكنا اعتباره انه مرتبط جدا بمراحل التأهيل الجسدي . وكمثال على دلك يمكن للحالة الإنفعالية ان تغير بجزئيات مختلفة كلاعب كرة القدم مثال عندما يلاحظ وهو في سيرورة إعادة التأهيل ان بديلة الدي يلعب في نفس المركز يقدم مردودا جيدا وفعالية في دلك المركز يمكن لهده الوضعية ان تنتج حالة حزن مرتبطة بانفعالات ومشاعر سلبية
النموذج القاعدي للحافزية
الحافزية التي تخلل البرنامج التأهيلي بعد الإصابة الرياضية هي احد العوامل المهمة التي تساهم في تحديد درجة الالتزام بالبرنامج التأهيلي المسطر (شان و أخرون 2011) . وفي ما يلي نموذجين للحافزية سيتم التفصيل فيهما , النموذج الاول يخص نظرية العزم الذاتي self-determination theory التي تهتم بتفسير مفهوم الحافزية الذي يسطر السلوك الفردي للرياضي خلال مرحلة إعادة التأهيل , و النموذج الثاني يخص نموذج الحافزية العابر للسياق trans-contextual model الذي يقوم على إفتراض ان حافزية الرياضي قابلة للتحول من سياق الى سياق اخر .
نظرية العزم الذاتي
نظرية العزم الذاتي تم اقتراحها من طرف ريان وديسي سنة 2000 , حيث تم التفصيل على ان السلوك الفردي للشخص لا ينبع فقط من الحافزية الداخلية للفرد وانما هو نتاج حلقة مستمرة من اللاحافزية démotivation وصولا الى الحافزية الداخلية intrinsic motivation , عندما يكون العزم الذاتي في ادنى مستوياته نتكلم عن اللاحافزية, التي تتسم بسلوكيات غير منتظمة لا تعكس نية للفعل . بين اللاحافزية والحافزية الداخلية نتكلم عن مجموعة عناصر مختلفة من الحافزية الخارجية : تنظيم خارجي external regulation , ، التنظيم الداخلي introjected régulation، التنظيم المحدد identified régulation والتنظيم المتكامل intergrated régulation .
التنظيم الخارجي يتسم بوجود معززات خارجية كالمكافئة او العقاب, (مثلا عودة الرياضي الى الممارسة او المشاركة الرياضية او الالتزام الصارم بسيرورة إعادة التأهيل نتيجة تعرضه لتهديد الاستبدال من طرف المدرب ). يتضمن التنظيم المنطوي او الداخلي على السلوكيات التي يتم إجراؤها لتجنب الشعور بالذنب أو لتحقيق المكافأة ,على سبيل المثال ، الرياضي الذي يعود إلى المنافسة فقط حتى لا يخيب آمال زملائه في الفريق. اما التنظيم المحدد فهو يكون اختيار حر مع وجود بعض العوامل الخارجية التي يمكن ان تؤثر في هدا الاختيار , على سبيل المثال اللاعب الظي يعود لمشاركة الرياضية لهدف ذاتي موجه كالرغبة فقط في الحفاظ على شكل جيد وقوام رياضي محدد او من اجل الفوز فقط في بطولة معينة. التنظيم المتكامل يكون فيه السلوك الفردي متكامل مع احتياجات وقيم مرتبطة بالهوية الشخصية للرياضي مثلا عندما يعود الرياضي لمشاركة الرياضية من اجل اثبات قدراته الرياضية . اخيرا اعلى مرتبة من العزم الشخصي هي حين نتكلم عن الحافزية الداخلية يتسم فيه سلوك الرياضي بالتنظيم التام بتميز هدا المستوى بشعور الرياضي بالرضا الشخصي والمتعة اثناء الأداء وابرز مثال على عندما يعود الرياضي للمشاركة الرياضية بسبب حبهم لممارسة الرياضية.
عزم ذاتي منخفض عزم ذاتي عالي
الحافزية الداخلية | الحافزية الخارجية | التثبيط او اللاحافزية | الحافزية | |||
تنظيم داخلي | تنظيم متكامل | تنظيم محدد | تنظيم داخلياو مستدخل | تنظيم خارجي | سلوك غير منتظم | اسلوب التنظيم |
رضا ذاتي استمتاع بالممارسة الرياضية | تطابق مع الصورة الذاتية وتحقيق الهوية | تكون الاهمية للأهداف الشخصية والقيم الذاتية | التعزيز (المكافئة او العقاب ) تم استدخاله | تعزيزات خارجية, عقوبات, اللعب مع شخص ما | العجز وغياب نية الفعل | الخصائص |
انا استمتع عندما اكون امارس نشاطي الرياضي المفضل | اريد العودة للمشاركة الرياضية لان الممارسة الرياضية هي جزء من اسلوب حياتي | اريد العودة لمشاركة الرياضية لأنني اسعى للحفاظ على قوام جسدي رياضي | علي العودة الى مستواي لكي لا اخيب امال زملائي في الفريق | علي العودة الي الممارسة لان المدرب يهددني باستبدالي بلاعب اخر | لا افهم لم علي العودة للتدريب او المشاركة الرياضية | الامثلة |
حافزية خاضعة لرقابة حافزية مستقلة
جدول 1. نظرية العزم الذاتي (Prati & Pietrantoni, 2012)
عندما يكون التنظيم محدد بالعوامل الخارجية كالمكافئة او العقاب نتكلم عن الحافزية الخاضعة لرقابة او متحكم فيها , وعندما يكون السلوك موجه بالاحتياجات او القيم الخاصة بالفرد نتكلم عن الحافزية المستقلة (براتي و بييترانتوني , 2012) . تؤكد الأبحاث في مجال نظرية العزم الذاتي ان الحافزية المستقلة للفرد تكون موجهة بحاجة الفرد للكفاءة , الاستقلالية و الانسجام في محيطه الاجتماعي . حيت ان الكفاءة في هدا السياق تحيل الى درجة الفعالية في انجاز شيء ما , في سياق إعادة التأهيل بعد الإصابة يرغب الرياضي في هده المرحلة ان لا
يبتعد بشكل كبير عن مستواه المهاري قبل الإصابة مما يستدعي حافزية داخلية مستقلة للخروج من مرحلة إعادة التأهيل بأفضل النتائج الممكنة . الاستقلالية تحيل في هدا السياق كدلك الى الرغبة في الحفاظ على درجة تحكم مقبولة في الحدث , حيث يكون الاعتقاد السائد هو ان نتائج مرحلة إعادة التأهيل هي مرتبطة بسلوكه في هده المرحلة الشيء الدي يؤدي الى تبني سلوك منضبط تجاه متطلبات النظام التأهيلي.
نموذج الحافزية العابر للسياق
يعتبر النموذج العابر للسياق محاولة لتفسير قابلية عبور الحافزية من سياق الى سياق اخر , وفقا لهذا النموذج سنتمكن من التمييز بين الحافزية المرتبطة بالفاعلية والأداء الرياضي والحافزية المرتبطة بسيرورة إعادة التاهيل بعد الإصابة الرياضية. يُشتق النموذج العابر للسياق من « النموذج الهرمي للتحفيز » مقترح من قبل فاليراند 2000. وفقًا لـفاليراند ، هناك ثلاثة مستويات مختلفة من قابلية النقل : محددة وسياقية وعامة .
على المستوى المحدد، يمكن أن يصبح الدافع المستقل للرياضيين دافعًا مستقلاً في الالتزام بالعلاج. على سبيل المثال , إذا كان الرياضيون يستمتعون اثناء الحصة التدريبية ويحبون القيام بالإحماء بشكل صحيح ، بالإضافة الى تداريب القوة والتعافي ، فيمكنا ان نتكلم عن حافزية مستقلة بنفس الصيغة التي قد يستمتعون بها في تنفيذ تمارين القوة والإحماء والشفاء في تمارين إعادة التأهيل ، لأن هذا هو الطريق الوحيد للعودة إلى المشاركة الرياضية.
على المستوى السياقي، فللفاعل الاجتماعي تأثير مباشر على سلوك الرياضيين. إذا كان المدرب مثلا يوفر للرياضيين دعم لاستقلاليتهم ، فذلك يؤثر بشكل إيجابي على الدافع المستقل للرياضيين على مستوى الأداء. بنفس الطريقة ، إذا رأى الرياضيون المصابون دعم لاستقلاليتهم من طرف أخصائي العلاج و إعادة التأهيل ، فسيؤثر بشكا اجابي على من حافزيتهم المستقلة في متابعة العلاج.
على المستوى العام ، يحدد التوجه السببي للرياضيين نوع دوافعهم. على وجه الخصوص يحدد موضع التحكم الداخلي طبيعة الدافع المستقل لدى الرياضيين وإدراكهم لنوع الدعم المقدم من طرف المدرب أو أخصائيي مرحلة إعادة التأهيل ، في حين أن موضع التحكم الخارجي يحدد طبيعة التحكم الفردي في الحافزية و طبيعة إدراك الدعم الموجه من قبل الاخرين الآخرين. (Hagger et al., 2005)
نظرة عامة على الوضعية البحثية الراهنة في علم نفس الاصابة الرياضية
يعتبر علم نفس تأهيل الإصابات الرياضية مجالًا حيويًا وحاسمًا في الرياضة المعاصرة. فهم الجوانب النفسية للإصابات الرياضية وعملية التعافي له أثر كبير على أداء الرياضيين ورفاهيتهم العامة. يتطلب هذا الفهم العميق تحليلًا دقيقًا للأبحاث والدراسات السابقة التي تسلط الضوء على هذا الموضوع المعقد والمهم. تنطلق هذه المقدمة من هذا الفهم العميق، مع التركيز على تلك الدراسات التي قدمت تحليلًا شاملًا ومفصلًا لتأثير العوامل النفسية والاجتماعية على تعافي الرياضيين بعد الإصابات.
التحديات التي يواجهها الرياضيون أثناء عملية التأهيل تشمل مجموعة متنوعة من العوامل النفسية والعاطفية، مثل التغيرات المزاجية والاكتئاب والقلق وتقلبات الشعور. تعزز الأبحاث السابقة أهمية فهم هذه التحديات وتأثيرها على استعادة الرياضيين لمستوياتهم الطبيعية من الأداء. على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت مجالات البحث المختلفة في علم نفس تأهيل الإصابات الرياضية تطورات هامة. تمثل هذه التطورات في استخدام منهجيات بحثية متقدمة ومتنوعة لتحليل التأثيرات النفسية على تعافي الرياضيين. عرفت الدراسات السابقة في هذا المجال تقدمًا ملحوظًا في فهم العلاقة بين العوامل النفسية وعملية التعافي بعد الإصابة. يشير التحليل الدقيق لهذه الدراسات إلى تأثير الاستجابات العاطفية واستراتيجيات التكيف ودور الدعم الاجتماعي في تحقيق التعافي الفعال.
في هدا الجزء سنقدم نظرة شاملة على الأبحاث الاكثر اقتباسا في مجال علم نفس الإصابة الرياضية, حيث سنتناول دراسات تحليلية وتجريبية تركز على تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على عملية التعافي والعودة إلى الرياضة بعد الإصابة. وكذلك العوامل النفسية المرتبطة بالإصابة الرياضية والتي تتمظهر كاستجابات انفعالية وسلوكية للاصابة الرياضية.
سنبدأ بدراسة ( لماكدونالد وهاردي, 1990) درسا استجابات الرياضيين المصابين بشكل شديد، حيث أظهرت الدراسة تغيراً في المزاج عبر فترة التأهيل، مع انخفاض في العواطف السلبية مع زيادة في الاستجابة الإيجابية. في دراسة أخرى (لسميث, 1993) استكشفت تأثير الإصابات على مزاج الرياضيين الذين يشاركون في الرياضة التنافسية. أظهرت الدراسة زيادة في معدل الاكتئاب ومعدلات الغضب وانخفاض في الحيوية بعد الإصابة.
تمت مقارنة الرياضيين المصابين بشكل متكرر مع الرياضيين المصابين لأول مرة خلال التأهيل في دراسة (جونسون, 1996)، حيث أظهرت الدراسة أن ليس هناك عامل نفسي واحد فقط يمكن أن يميز الرياضي المعرض للإصابة .في حين ان في دراسة (كوين وفالون, 1999)، تمت متابعة عملية عودة الرياضيين المنافسين للرياضة بعد الإصابات الخطيرة على مدى فترة تصل إلى 8 أشهر. أظهرت الدراسة مواضيع بارزة تتعلق بالرغبة في العودة لممارسة الرياضة والتقديرات والعواطف وعمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالعودة للرياضة.
فيما الدراسة التي أجراها فرانسيس (2000)، تم تحليل آراء اخصاءي الرويض الحركي والرياضيين المحترفين الذكور حول المهارات النفسية اللازمة لعملية التأهيل. أظهرت النتائج أهمية التواصل والتحفيز في عملية التأهيل. فيما تمت متابعة عملية عودة الرياضيين المنافسين للرياضة بعد الإصابة الجادة على مدى فترة تصل إلى 8 أشهر في دراسة بودلوج وإيكلون (2006). حيث أظهرت الدراسة غلاقة ارتباطية بين بالرغبة في العودة لممارسة الرياضة و الاستجابة العاطفية وعمليات اتخاذ القرار المتعلقة بالعودة للرياضة
في دراسة غالاغر وجاردنر (2007)، تم استكشاف العلاقة بين التصورات السلبية المبكرة واستراتيجيات التكيف والاستجابة العاطفية للإصابة الرياضية. أظهرت النتائج أن وجود التصورات السلبية المبكرة واستراتيجيات التكيف التجنبة يتنبأ بزيادة الضغط النفسي لدى الرياضيين المصابين.
في ما استخدمت الطرق النوعية لوصف المناخ العاطفي لدى الرياضيين المصابين ضمن بيئات الرياضة الجماعية في دراسة (مانكاد وغوردن ووالمان, 2009) , حيث أظهرت الدراسة وجود تجربة عاطفية سلبية واعتماداً كبيراً على استراتيجيات التصرف المتوقعة في بيئة الفريق. و استعرضت ( مانكاد وآخرون, 2009) في دراسة أخرى الظروف النفسية للرياضيين المصابين وكيفية تأثيرها على عملية التعافي، حيث أظهرت الدراسة أهمية التعرف على العوامل النفسية التي قد تؤثر على التعافي وتضمينها في برامج التأهيل.
أجرى )رييلي, (2010 دراسة حول التحديات النفسية التي يواجهها الرياضيون خلال فترة التعافي، وأظهرت أن التفكير الإيجابي والدعم الاجتماعي يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي على عملية التعافي. في ما كشفت دراسة )ـبايكر(2012 عن أهمية التحكم في العواطف وتطوير استراتيجيات التكيف الإيجابية لدعم التعافي بشكل فعال.
قدم كدلك )جينسين, (2014 دراسة حول أثر التوتر النفسي وتكيف الرياضيين مع الإصابة، حيث وجد أن القدرة على التكيف بشكل فعال تقلل من تأثير التوتر النفسي على عملية التعافي. في حين كشفت دراسة لـ )مارتن, (2016 عن أهمية دور العلاقات الاجتماعية في تحسين تجربة الرياضيين خلال فترة التعافي. و ناقشت) بايبلي, (2018 أثر الدعم الاجتماعي على عملية التعافي للرياضيين، وأظهرت أن الدعم الاجتماعي القوي يمكن أن يسهم في تحسين نتائج التعافي. و استعرضت )روبيرت, (2020 أثر العوامل النفسية والاجتماعية على عودة الرياضيين إلى ممارسة الرياضة بعد الإصابة، وأشارت إلى أهمية فهم هذه العوامل في تصميم برامج التأهيل.
و أجرى (سميث, 2022 ) تحليلًا للعوامل الشخصية والاجتماعية التي تؤثر على عملية التعافي لدى الرياضيين المصابين، حيث كشفت الدراسة عن أهمية دور الدعم النفسي والاجتماعي في تحسين نتائج التعافي.
باختصار، تُظهر هذه الدراسات أهمية فهم العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على عملية التعافي لدى الرياضيين المصابين. يتضح أن الدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج التعافي وتعزيز عودتهم بنجاح إلى ممارسة الرياضة. لذا، ينبغي على المدربين والأطباء والمتخصصين في التأهيل أن يأخذوا هذه العوامل بعين الاعتبار عند تصميم برامج العلاج والتأهيل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتحسين المستمر في فهم هذه العوامل وتطوير الاستراتيجيات المناسبة أن يساهم في تقديم دعم أكثر فاعلية وتحسين تجربة الرياضيين أثناء فترة التعافي وبعد عودتهم للممارسة الرياضية. من خلال تبني هذه النهج الشامل، يمكن تعزيز القوة الذهنية والجسدية للرياضيين وتعزيز أدائهم وثقتهم في أداء الرياضة بشكل عام. وفي ما يلي اهم النقط المستخلصة و التوجهات البحثية المستقبلية من الابحاث السالفة الدكر :
- تكامل منهجي شامل تم تجاوز النظرة التقليدية التي تركز على الجوانب الجسدية فقط في تأهيل الإصابات الرياضية. حيث يجب أن نتبنى نهجًا شاملاً يدمج الجوانب النفسية والاجتماعية مع العلاج الطبي التقليدي. فقط من خلال هذا التكامل يمكن تحقيق نتائج فعالة ومستدامة في عملية التعافي.
- تحديات الاستجابات الإنفعالية: يواجه الرياضيون تحديات عاطفية كبيرة بعد الإصابة، وقد يؤثر ذلك سلبًا على تقدمهم في عملية التعافي. لذا، يجب أن نركز على تطوير استراتيجيات تحسين الصحة النفسية والعاطفية للرياضيين المصابين، بما في ذلك الدعم النفسي والبرامج النفسية التأهيلية.
- الدور الحيوي للاستراتيجيات التكيفية: تظهر الأبحاث أن الرياضيين الذين يستخدمون استراتيجيات تكيف إيجابية يمكن أن يتخطوا التحديات بشكل أفضل ويحققون تقدمًا أسرع في عملية التعافي. لذا، ينبغي علينا تعزيز توفير هذه الاستراتيجيات وتحفيز الرياضيين على استخدامها.
- الدعم الاجتماعي والشبكات الاجتماعية: لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في عملية التعافي. يجب توفير بيئة داعمة للرياضيين المصابين تشمل المدربين، وزملاء الفريق، والأصدقاء، والعائلة، والمتخصصين في الرعاية الصحية. يساهم هذا الدعم في تعزيز الإيجابية والمرونة لدى الرياضيين خلال عملية التعافي.
- التدريب المعرفي والتركيز الذهني: تظهر الدراسات أن التدريب العقلي يمكن أن يكون عاملًا رئيسيًا في تحسين أداء الرياضيين وتسريع عملية التعافي. ينبغي تضمين تدريب المهارات العقلية في برامج التأهيل لتعزيز التركيز وإدارة الضغط وتعزيز الثقة.
- البحوث الطويلة المدى والتتبع: ينبغي أن نستثمر في البحوث الطويلة المدى لفهم الآثار النفسية والاجتماعية للإصابات الرياضية على المدى البعيد. من خلال متابعة الرياضيين عبر الزمن، يمكننا تحديد العوامل التي تؤثر على عملية التعافي وتحديد أفضل الممارسات لدعم الرياضيين المصابين.
يُظهر التقدم المستمر في مجال علم نفس الرياضة والتعافي من الإصابات أن هناك العديد من الفرص المثيرة للبحث والتطوير في هذا المجال. تقترح الدراسات الطويلة المدى إمكانية فهم أفضل لتأثير العوامل النفسية على التعافي من الإصابات الرياضية على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسات التدخلية تشير إلى إمكانية استخدام التدخلات النفسية لتحسين عملية التعافي والعودة إلى الرياضة.
من الجدير بالذكر أيضًا أهمية تكنولوجيا المساعدة في تقديم الدعم النفسي والمتابعة للرياضيين خلال فترة التعافي. يمكن أن يساهم التوجه نحو البحوث المتعددة التخصصات في تطوير استراتيجيات إدارة شاملة للإصابات الرياضية تضم الجوانب البدنية والنفسية.
بشكل عام، فإن هذه المحاور البحثية المستقبلية تفتح آفاقًا واسعة لفهم أفضل للتفاعل المعقد بين العوامل النفسية وعملية التعافي من الإصابات الرياضية. يمكن أن يساهم ذلك في تطوير تدخلات مبتكرة وفعالة تهدف إلى تحسين نتائج الرياضيين وتعزيز صحتهم العامة ورفاهيتهم النفسية.
التدخلات النفسية
في هذه المرحلة، سنقدم مجموعة من التدخلات النفسية الموصى بها، والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في مرحلة إعادة التأهيل بعد الإصابة. يتضمن هذا الجزء مجموعة من التدخلات النفسية التي تهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بالإصابة وعملية التأهيل، وكذلك تحديد الأهداف، وهو تدخل يهدف إلى وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس لتحسين الأداء الرياضي وتحفيز الالتزام بعملية التأهيل. بالإضافة إلى ذلك، يُعَدُّ التصور الذهني واحدًا من التدخلات الفعّالة التي تستهدف تغيير الاتجاهات والمعتقدات السلبية المرتبطة بالإصابة وعملية التعافي. ويأتي التدخل القائم على إدارة الحديث الذاتي كأداة أساسية لتعليم الرياضيين كيفية التحكم في أفكارهم وتوجيهها نحو الإيجابية والبناءة. بالإضافة إلى ذلك، يُعَدُّ الارتجاع البيولوجي واحدًا من التدخلات المبتكرة التي تهدف إلى توفير معلومات حول وظائف الجسم، مما يمكن الرياضيين من التحكم في تلك الوظائف بشكل أفضل أثناء عملية التأهيل. وأخيرًا، يأتي التدخل النفسي القائم على دعم الاجتماعي كآلية هامة لتوفير الدعم العاطفي والاجتماعي للرياضيين خلال فترة التعافي، مما يساعدهم على التغلب على التحديات والصعوبات التي قد تواجههم.
التدخل النفسي التوعوي او التربوي
التدخل التوعوي يستطيع من خلاله الرياضي المصاب من تكوين نظرة سليمة حول طبيعة الإصابة وطبيعة السيرورة التأهيلية التي سيخضع لها الرياضي , فحسب مجموعة من الأبحاث في هدا الصدد فإن الرياضيين المصابين الدين لا تكون لديهم رؤية واضحة لطبيعة التدخل التأهيلي مما يؤدي في اغلب الاحيان الى ظهور انفعالات سلبية وتغييب للحافزية اللازمة لهده المرحلة (فرانسيس وأخرون 2000) , هذا ما يفسر ضرورة التدخل النفسي المبكر في مرحلة إعادة تأهيل الرياضيين المصابين .
في هذه المرحلة، من المهم أن يقدم الطاقم الطبي وصفًا تشريحيًا مدققا للإصابة و الجدول الزمني لعملية إعادة التأهيل . بعد ذلك ، من الضروري أن يعرف الرياضيون كيف تتضمن عملية التعافي بعض الالام على المستوى العضلي . يجب أن يضبط الرياضيين استخدام مسكنات الألم المفرطة لاعتبار بعض اعراض الالم هي اشارات إجابيه لعملية التعافي وليس العكس . يجب أن يكون الرياضيين ايضا مستعدين ا لمشاعرهم وانفعالاتهم القادمة ، مثل الإحباط أو الغضب أو اضطرابات المزاج و أن يكونوا على دراية بدورهم المركزي في برنامج إعادة التأهيل ، وأهمية امتثالهم للطاقم الطبي.
يقيد التدخل القائم على التحسيس والتوعية بطبيعة الوضعية الى توقع العواطف والمواقف و وتدبيير مراحل الإنكار والضيق ، مثل القلق ،الاكتئاب والمقاومة وفقدان الثقة بالنفس. وبالتالي ، تقل مدة هذه الاعراض وحدتها .
التدخل القائم علي تحديد الأهداف
التدخل النفسي القائم على تحديد و إعداد الأهداف في مرحلة إعادة التأهيل بعد الإصابة الرياضية يعزز بشكل مباشر الحافزية والالتزام المطلوب لمسايرة اجراءات وبرنامج إعادة التأهيل ويمنح إطارا واتجاها قابلا لقياس و لتوقع نتائج السيرورة العلاجية الخاصة بالرياضي المصاب , يعد هدا التدخل من اهم التدخلات المطلوبة من طرف الرياضي (Filby et al., 1999),, بالإضافة الى ذلك فمجموعة من الابحاث تبين فاعلية هذا الاسلوب العلاجي في العودة الى نفس مستوى الأداء قبل الإصابة .(Arvinen-Barrow et al., 2010).
في مرحلة إعداد وتحديد الأهداف يجب إحترام مجموعة من الضوابط التي يمكن تلخيصها فيما يلي, الأهداف يحب ان تكون خاصة , قابلة للقياس, واقعية ,محفزة و مؤطرة بمدة زمنية محددة (Weinberg, 2009) , حيث ان إعداد أهداف خاصة و واقعية وواضحة تمنح للرياضي المصاب شعور بالتحكم في سيرورة إعادة التأهيل , وكدلك تحديد أهداف محفزة تؤدي الى تنشيط الرياضي وتكوين حافزية داخلية لمسايرة السيرورة العلاجية , بالإضافة الى خاصية المزج بين أهداف قصيرة المدى واخرى بعيدة المدى تؤدي الى الحفاظ على درجة الحافزية طيلة مدة التعافي.
يمكن للأخصائي النفسي ان يكون مشرفا على التدخل القائم على تحديد الأهداف و كذلك أخصائيي التأهيل البدني والمدربين بشرط ان يكون هؤلاء الأخصائين سبقوا وان خضعوا لتكوين واشراف من الاخصائي النفسي لطريقة وضع وتحديد الأهداف بناءا على شبكة التقويم النفسي الخاصة بالرياضي ما يسمح لهذا الاخير ان يراقب التقدم المنجز في مرحلة إعادة التأهيل , تدبير العودة للممارسة الرياضية ودلك بتحييد الأهداف الغير واقعية وتحديد سقف التوقعات (بودلوك و اكلاند,2007). حيث ان الفاعلية في تحديد الأهداف تمكن الرياضي من تدبير قلق الإصابة مجددا وتعزيز الثقة بالنفس , وكنتيجة لهدا التدخل يصبح الرياضي اكثر التزاما وانسجاما مع برنامج وسيرورة إعادة التأهيل الخاصة والتدخل العلاجي يكون اكثر فاعلية (افانس و هاردي,2002).
التدخل القائم على التصور الدهني
تعتبر تقنية التأهيل بالتصور الذهني من أكثر التقنيات تقييما في الدراسات الخاصة بالتأهيل النفسي للرياضين بعد الإصابة الرياضية (زافرا وأخرون ,2011) , التصور الدهني يمكن تصنيفه بطرق مختلفة : يمكن، على سبيل المثال، التمييز بحسب المنظور (الخارجي مقابل الداخلي) أو بحسب نوع المداخل الحسية (بصرية، سمعية، حركية، إلخ) . عندما يتصور الرياضيون أنفسهم يؤدون حركة من منظور خارجي، فإنهم يشبهون المشاهدين الذين يشاهدون فيلماً. بدلاً من ذلك، إذا اعتمدوا منظورًا داخليًا، يتخيلون ما يرونه من خلال عيونهم عند تنفيذ الحركة. يشير التخيل البصري والسمعي إلى المعلومات البصرية والأصوات: فقد يتخيل الرياضي العودة إلى المنافسة ومشاهدة الملعب وضجيج الجمهور. في حين أن التخيل الحركي، فيستحضر الرياضي ردود الفعل الحركية ومعدل ضربات القلب وما إلى ذلك , في هذا العرض، نعتمد تمييزًا بين التخيل للأداء والتخيل للتأهيل، ودلك استنادًا إلى التطبيقات الممكنة للتصور الدهني .
يتعلق التصوّر الذهني الخاص بالأداء بتصور الحركات عقليًا وإعادة إنتاج الإشارات الاستشعارية الذاتية، أو إعادة إنتاج الحالات التكتيكية عقليًا. وهو مفيد لتحسين مهارات الرياضي و لتعزيز الأداء، وقد تم إثبات فعاليته بشكل واسع في التدريب والمنافسة حيث خلال التدريب أو المنافسة، يستخدم الرياضيون بشكل متكرر التصوير الحركي بشكلٍ مستقل، لكنهم يفقدون هذه العادة او التقنية خلال مرحلة التأهيل بعد الاصابة . ومع ذلك، أظهرت الأبحاث كيف يحصل الرياضيون الذين يتبنون هذه التقنية خلال العلاج على نتائج قابلة لقياس على مستوى العودة بشكل افضل إلى المشاركة و المنافسة ، يمكن أن يساعد تصوير الأداء الرياضي الرياضيين على الحفاظ على مهاراتهم الفردية وحدّة التكتيكية عندما يبتعدون عن الممارسة بسبب الإصابة. وعلاوة على ذلك، يؤدي تصور القيام بإجراء ما إلى تنشيط العضلات وزيادة تدفق الدم في منطقة غير نشطة بعد الإصابة وأخيرًا، يمكن أن يكون تصوّر صور إيجابية للعودة إلى المنافسة وتخيل الإحساس المتعلق بها مفيدًا لزيادة الثقة بالنفس لدى الرياضيين الذين يعودون للمشاركة الرياضية بعد فترة طويلة.
اما في مرحلة إعادة التأهيل تعتمد تقنية التصور الدهني على توقع الإنفعالات المرتبطة بالألم وإستباق المواقف المسببة للقلق, وذلك باعتماد تقنيات الارتخاء الذاتي التي تِؤطر إستذخال المواقف السلبية وتخيل إحساس الألم المتوقع , علاوة على ذلك ، عندما يعود الرياضيون إلى المنافسة و المشاركة الرياضية ، فإن تصور مشهد لإصابة جديدة يمكن أن يعيد إنتاج أعراض القلق والمشاعر السلبية , والقدرة على استخدام تقنيات الاسترخاء الذاتي و التصور الذهني تزيد من قدرتهم على التعامل مع الألم والسيطرة على القلق.
التدخل القائم على الدعم الاجتماعي
التدخل القائم على الدعم الإجتماعي يستند على مبدأ انه كلما كان الدعم الإجتماعي المقدم لرياضي عاليا, كلما قل تاثير الأفكار و الإنفعالات السلبية المرتبطة بالإصابة ما يعزز بدوره تأثير استراتيجيات المواجهة الخاصة بالرياضي , و بالرغم من قلة الدراسات التي تؤكد الارتباط الدال إحصائيا بين هدا النوع من التدخل و العودة الى المشاركة الرياضية بعد الإصابة الا ان في العشر سنوات الأخيرة اصبح مفهوم الدعم الاجتماعي المقدم في مرحلة إعادة التأهيل يحظى بإهتمام اكبر (ريس وأخرون ,2010).
إنطلاقا على الأدبيات التي تمكنا من الوصول اليها يمكن التمييز بين اربع انواع من الدعم الاجتماعي المقدم , الدعم العاطفي , الدعم الملموس , الدعم المعلوماتي اي تقديم المعلومات اللازمة في كل مراحل التاهيل , الدعم المرتبط بتقييم التقدم الحاصل بعد كل مرحلة . علاوة على دلك فهناك عدة مصادر للدعم الإجتماعي بالنسبة للرياضي المصاب : العائلة ,الأصدقاء , المدرب…(ارفينين بارو وأخرون 2010)
اما بخصوص الدعم للمقدم من طرف الاخصائي النفسي فهو لا غنى عنه حيث يمكنه تأطير كل الفاعلين المحيطين بالرياضي المصاب ودلك بتحسيسهم بأهمية الدعم الاجتماعي المقدم لرياضي والعمل على انشاء محيط اجتماعي سليم وخصوصا بالنسبة للمعالجين وتقنيي التأهيل البدني بحكم العلاقة المباشرة التي تربطهم بالرياضي المصاب , وقدرتهم على تقديم دعم معلوماتي والدعم المرتبط بتقييم كل التقدمات الملاحظة في فترة اعادة التأهيل .
التدخل القائم على الحديث الذاتي
يعتمد التدخل القائم على الحديث الذاتي على ثلاث مفاهيم أساسية : إعادة البناء المعرفي, التفكير الإيجابي و المراقبة الذاتية. هذا النوع من التدخل يساعد الرياضي في تحديد وتعديل للأفكار السلبية (بودلوك وأخرون ,2011) حيث تم إقتراح بروتوكول تدخلي من طرف (نووي واوسترو,2008) خاص بهدا النوع من التدخل في تأهيل الرياضين بعد الإصابة ودلك بإتباع الخطوات التالية :
- التعبير الشفهي عن المشاعر والإنفعالات و الأفكار المرتبطة بالحياة العامة للرياضي المصاب : الصحة ,نمط الحياة ,نمط التدريب, الوضعية الإجتماعية , المستوى الأكاديمي….في هده المرحلة يستخدم الاخصائي النفسي مجموعة من التقنيات التواصلية كالإنصات الإيجابي و التوضيح …..
- تحديد وتعريف الأفكار السلبية : يطلب من الرياضي ان يكتب او الحديث عن الأفكار وتحديد من بين هده الأفكار تلك التي تؤثر بشكل سلبي على الوضعية الاستشفائية للرياضي وقدرته على العودة للمشاركة الرياضية
- تحديد الجوانب الإيجابية في الإصابة : في هده المرحلة يحاول الرياضي المصاب من إيجاد بعض الجوانب الإيجابية في الإصابة ودلك بتعريف وتحديد المهارات المكتسبة خلال مرحلة إعادة التأهيل ,كالضبط الذاتي و الدعم الاجتماعي المقدم و تبني إستراتيجيات مواجهة جديدة لتدبير الضغط النفسي الحاصل بإعتبار هده المهارات هي مهارات أفقية يمكن إستخدامها في مجالات مختلفة من الحياة .
- تحديد مبيان : يتم دلك بإختيار ثلاث افكار إيجابية من الأفكار السابقة وكتابتها في ورقة , على سبيل المثال : « إني اصبح اكثر عافية وقوة كل يوم » او « بإستطاعتي فعلها », او « أستطيع الإستشفاء بسرعة والعودة الى المشاركة قريبا »
- قراءة الأفكار في البيان الذي تم إعداده : يتم في المرحلة الأولى, قراءة الأفكار التي تم إختيارها على الأخصائي النفسي و في المرحلة الثانية يتم إعادة هده الأفكار بشكل ذاتي .
- الصيانة – يحتفظ المشاركون بالورقة ويجب عليهم قراءة تلك الأفكار وتكرارها لأنفسهم مرة واحدة على الأقل يوميًا ؛ يجب عليهم أيضًا مراقبة عملهم ، وخلال الجلسات التالية ، يراقبهم الاخصائي النفسي عن طريق السؤال عن عدد المرات التي قرأوا فيها العبارات كل يوم ..
يعتبر بعض المؤلفين أن هذا التدخل مفيد في الحد من المخاوف(بودلوك وأخرون,2011) ، ولكن يجب التحقق بشكل أفضل من فعالية هذه الاستراتيجيات التذخلية في الحد من القلق والاكتئاب.
التدخلات القائمة على الدعم الاجتماعي
تقوم التدخلات القائمة على الدعم بالافتراض بأن زيادة الدعم تقلل من تصور الأعراض النفسية أو الجسدية السلبية من خلال تعزيز استراتيجيات التكيف. وفقًا للنموذج الهرمي للدوافع )هاغر وأخرون2005؛ فاليراند ( 2000 ، يؤثر الدافع المستمد من السياق الاجتماعي على حافزية الرياضيين المصابين.
على الرغم من أن عدد قليل من الدراسات قد قيمت فعالية هذا النوع من التدخلات في تعزيز استرداد الإصابات الرياضية ، إلا أن الدعم الاجتماعي قد بدأ يلقى اهتمامًا متزايدًا في سياق التأهيل الخاص )رييس و أخرون,2010 ( وفقًا للأدب القائم، يمكننا التمييز بين أربعة أنواع من الدعم: العاطفي والمادي (المساعدة الملموسة) والمعلوماتي (توفير المعلومات) والتقدير (تقييم الوضع) (هوغان وأخرون,2002. (
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة مصادر للدعم الاجتماعي خلال التأهيل الرياضي، مثل العائلة والأصدقاء والمدرب وزملاء الفريق والموظفين الطبيين والأشخاص الذين كانت لديهم إصابات مماثلة سابقًا. الدعم من قبل المتخصصين. من الضروري أن يوعي النفساني الطبيب والعلاج الطبيعي بدورهما المهم في دعم الرياضي. في الواقع ، لديهما القدرة على دعم الرياضي مباشرةً ، ولكن أيضًا على إشراك زملاء الفريق والرياضيين المصابين الآخرين في التدخل القائم على الدعم الاجتماعي. على وجه الخصوص ، يقدم أطباء العلاج الطبيعي الذين يكونون قريبين من الرياضيين أثناء التأهيل دعمًا عاطفيًا ومعلوماتيًا مهمين ( فورد وكوردون ,1993) . لذلك يجب تدريبهم ليكونوا أكثر دعمًا وتقديم ملاحظات. علاوة على ذلك ، يجب أن يعرفوا المزيد عن التدخلات النفسية الأساسية ، لأنهم في كثير من الأحيان ليس لديهم رؤية واضحة عن تقنيات مثل تحديد الأهداف والتصور والحديث مع النفس (ارفينينان بارو و أخرون,2010 )
أهمية المدرب أو العلاج الطبيعي أثناء مراحل التأهيل تتغير اعتمادًا على الفروق الفردية للرياضي (هانكارد و أخرون ,2006) الدعم من خلال العائلة أو الأصدقاء. يقدم الدعم العاطفي والمادي بشكل رئيسي من قبل العائلة والأصدقاء. قد يكونون أكثر دعمًا إذا قام النفساني بتدريبهم على الاستماع الفعال والتفكير الإيجابي ، ويكون مشاركتهم في التدخل له تأثير ملحوظ على المزاج الرياضيين(هوغان وأخرون,2002) الدعم من الأقران. من أجل تعزيز دعم الأقران ، يمكن تنظيم اجتماعات بين الرياضيين الذين يعانون من الإصابة في نفس الوقت ، أو مع الرياضيين الذين عاشوا سابقًا مواقف مماثلة (إصابة مماثلة ، مسيرة مهنية مماثلة ، إلخ). خلال هذه الاجتماعات ، قد يناقش الرياضيون مشاعرهم ومخاوفهم وطرق التعامل مع الضغط. يمكن أن يزيد إشراك الرياضيين المصابين الآخرين في عملية التأهيل من رضا الرياضيين عن العلاج واستراتيجياتهم للتعامل. يؤكد (هوغان وأخرون,2002) أن الدعم المتبادل ، على سبيل المثال بين الرياضيين الذين يعانون حاليًا من الإصابة ، يبدو أنه أكثر فعالية من التدخلات التي يتلقى الرياضي فيها الدعم فقط. يرجع ذلك إلى أن الرياضي في الحالة الأولى يطور القدرة على حل المشاكل والتعامل مع الوضع. تختلف تأثيرات التدخلات القائمة على الدعم الاجتماعي اعتمادًا على مصدر ونوع الدعم. على سبيل المثال ، يحدث الدعم العاطفي الذي يقدمه العائلة وأطباء العلاج الطبيعي وغيرهم تأثيرًا في تقليل الاكتئاب ، بينما يقلل الدعم المعلوماتي من القلق ويزيد من الثقة بالنفس. وأخيرًا ، يحدث الدعم التقديري الذي يقدمه الرياضيون المصابون تعزيزًا في استراتيجيات التكيف والدافع للعلاج والرضا ، ويقلل من الخوف من إعادة الإصابة.
خاتمة
قدمت هذه المراجعة إسهامًا في فهم أعمق للديناميات النفسية التي تحكم عملية التأهيل الرياضي. ناقش المقال بدقة النماذج النظرية المتعلقة بالإصابات الرياضية والعوامل المحفزة الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر في عملية تأهيل الأصابات الرياضية. كما ألقى الضوء على التأثيرات البيئية والاجتماعية على هذه العملية وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.
في الجزء الثاني، استعرض المقال دراسات هامة تلقي الضوء على العلاقة بين العوامل النفسية ومسار عملية تأهيل الإصابات الرياضية. كما سعى المقال أيضًا إلى تقديم نظرة شاملة على التدخلات النفسية المحتملة وفعاليتها في مرحلة التأهيل، بهدف توفير فهم أعمق وأكثر شمولًا لكيفية تعزيز عملية التأهيل الرياضي من خلال التدخلات النفسية.
في ختام هذه المراجعة، يُعزى النجاح في عملية تأهيل الرياضيين الى تبني نظرة اكثر اتساعا للعوامل النفسية والاجتماعية التي تتخل المسار التأهيلي للرياضي المصاب لكي لا تكون الاصابة اولى مراحل نهاية مساره كرياضي ولنا في رياضيين موهوبين كانت الاصابة سببا مباشرا في أنهاء رحلتهم الرياضية .
قائمة المراجع
- Arvinen-Barrow, M., Penny, G., Hemmings, B. & Corr, S. (2010). UK chartered physiotherapists’ personal experiences in using psychological interventions with injured athletes: an interpretative phenomenological analysis. Psychology of Sport and Exercise, 11(1), pp.58-66
- Ardern, C. L., Taylor, N. F., Feller, J. A., & Webster, K. E. (2012). Fear of re-injury in people who have returned to sport following anterior cruciate ligament reconstruction surgery. Journal of Science and Medicine in Sport, 15(5), 488–495.
- Brewer, B.W. (1994). Review and critique of models of psychological adjustment to athletic injury. J Appl Sport Psychol, 6, pp.87-100
- Brewer, B.W. (2007). Psychology of Sport Injury Rehabilitation. In G. Tenenbaum, & R. Eklund (Eds.), Handbook of Sport Psychology (pp. 404-424). Hoboken, NJ: Wiley & sons.
- Brewer, B.W. (2009). Injury prevention and rehabilitation. In B. W. Brewer (Ed.), Sport Psychology (pp. 83-96). Chichester, UK: Wiley-Blackwell.
- Carson, F. & Polman, R. (2012). Experiences of professional rugby union players returning to competition following anterior cruciate ligament reconstruction. Physical Therapy in Sport, 13, pp.35-40
- Chan, D.K.C., Hagger, M.S. & Spray, C.M. (2011). Treatment motivation for rehabilitation after a sport injury: application of the trans-contextual model. Psychology of Sport and Exercise, 12, pp.83-92
- Cupal, D.D. & Brewer, B.W. (2001). Effects of Relaxation and Guided Imagery on Knee Strength, Reinjury Anxiety, and Pain Following Anterior Cruciate Ligament Reconstruction. Rehabil Psychol, 46(1), pp.28-43
- Evans, L. & Hardy, L. (2002a). Injury rehabilitation: a goal-setting intervention study. Res Q Exercise Sport, 73(3), pp.310-319
- Evans, L. & Hardy, L. (2002b). Injury rehabilitation: a qualitative follow-up study. Res Q Exercise Sport, 73(3), pp.320-329
- Filby, W.C.D., Maynard, I.W. & Graydon, J.K. (1999). The effect of multiple-goal strategies on performance outcomes in training and competition. J Appl Sport Psychol, 11, pp.230-246
- Ford, I.W. & Gordon, S. (1993). Social support and athletic injury: the perspective of sport physiotherapists. Australian Journal of Science and Medicine in Sport, 25(1), pp.17-25
- Ford, I. W., Eklund, R. C., & Gordon, S. (2000). An examination of psychosocial variables moderating the relationship between life stress and injury time-loss among athletes of a high standard. Journal of Sports Sciences, 18(5), 301-312. doi:10.1080/026404100402368
- Francis, S.R., Andersen, M.B. & Maley, P. (2000). Physiotherapists’ and male professional athletes’ views on psychological skills for rehabilitation. Journal of Science and Medicine in Sport, 3(1), pp.17-29
- Gallagher, B. V., & Gardner, F. L. (2007). An examination of the relationship between early maladaptive schemas, coping, and emotional response to athletic injury. Journal of Clinical Sport Psychology, 1, 47-67.
- Giustini, M. & Cedri, S. (2002). La neuro-traumatologia dello sport: epidemiologia dei traumi sportivi in Italia. Roma: Atti del Congresso dell’Istituto Superiore di Sanità
- Glazer, D. D. (2009). Development and preliminary validation of the Injury-Psychological Readiness to Return to Sport (I-PRRS) Scale. Journal of Athletic Training, 44(2), 185–189.
- Gordon, S., Potter, M. & Ford, I.W. (1998). Toward a psychoeducational curriculum for training sport-injury rehabilitation personnel. J Appl Sport Psychol, 10(1), pp.140-156
- Gobbi, A., & Francisco, R. (2006). Factors affecting return to sports after anterior cruciate ligament reconstruction with patellar tendon and hamstring graft: A prospective clinical investigation. Knee Surgery, Sports Traumatology, Arthroscopy, 14, 1021–1028.
- Hagger, M.S., Chatzisarantis, N.L.D., Barkoukis, V., Wang, C.K.J. & Baranowski, J. (2005). Perceived autonomy support in physical education and leisure-time physical activity: a crosscultural evaluation of the trans-contextual model. J Educ Psychol, 97, pp.376-390
- Hale, B.D., Seiser, L., McGuire, E.J. & Weinrich, E. (2005). Mental Imagery. In J. Taylor, & G. Wilson (Eds.), Applying sport psychology (pp.187-206). Champaign, IL: Human Kinetics.
- Hamson-Utley, J.J. & Vazquez, L. (2008). The comeback: Rehabilitating the psychological injury. Athlet Ther Today, 13(5), pp.35-38. Santi & Pietrantoni / Psychology of Sport Injury JOURNAL OF HUMAN SPORT & EXERCISE
- Handegard, L.A., Joyner, A.B., Burke, K.L. & Reimann, B. (2006). Relaxation and Guided Imagery in the Sport Rehabilitation Context. Journal of Excellence, 11, pp.146-164
- Hogan, B. E., Linden, W. & Najarian, B. (2002). Social support interventions. Do they works? Clin Psychol Rev, 22, pp.381-440
- Johnson, U. (1996). The multiply injured versus the first-time-injured athlete during rehabilitation: A comparison of nonphysical characteristics. Journal of Sport Rehabilitation, 5, 293-304.
- Johnson, U. (1997). A three-year follow-up of long-term injured competitive athletes: Influence of psychological risk factors on rehabilitation. Journal of Sport Rehabilitation, 6, 256-271.
- Kvist, J. (2005). Fear of re-injury: A hindrance for returning to sports after anterior cruciate ligament reconstruction. Knee Surgery, Sports Traumatology, Arthroscopy, 13, 393–397. doi:10.1007/s00167-004-0591-8
- Kübler-Ross, E. (1969). On Death and Dying. London: Routledge.
- Langford, J. L., Webster, K. E., & Feller, J. A. (2009). A prospective longitudinal study to assess psychological changes following anterior cruciate ligament reconstruction surgery. British Journal of Sports Medicine, 43, 377–381. doi:10.1136/bjsm.2007.044818
- Lepley, A.S., Gribble, P.A. & Pietrosimone, B.G. (2012). Effects of electromyographic biofeedback on quadriceps strength: A systematic review. J Strength Cond Res, 26(3), pp.873-882
- Mankad, A., Gordon, S., & Wallman, K. (2009). Perceptions of emotional climate among injured athletes. Journal of Clinical Sports Psychology, 3, 1-14.
- McDonald, S. A., & Hardy, C. J. (1990). Affective response patterns of the injured athlete: An exploratory analysis. The Sport Psychologist, 4, 261-274.
- McKinney, C.H., Antoni, M.H., Kumar, M., Tims, F.C. & McCabe, P.M. (1997a). Effects of guided imagery and music (GIM) therapy on mood and cortisol in healthy adults. Health Psychol, 16(4), pp.390-400
- McKinney, C.H., Tims, F.C., Kumar, A.M. & Kumar, M. (1997b). The effect of selected classical music and spontaneous imagery on plasma β-endorphin. J Behav Med, 20(1), pp.85-99
- Mellalieu, S.D., Hanton, S. & Thomas, O. (2009). The effects of a motivational general-arousal imagery intervention upon preperformance symptoms in male rugby union players. Psychology of Sport and Exercise, 10, pp.175-185
- Mendo, A.H. (2011). Electromyographic biofeedback in the rehabilitation of knee injuries. Two case studies of professional soccer players. [Biofeeback electromiográfico en la rehabilitación de lesiones de rodilla. Estudio de dos casos en futbolistas profesionales] Cuadernos De Psicologia Del Deporte, 11(2 SUPP), pp.71-80
- Naoi, A. & Ostrow, A. (2008). The effects of cognitive and relaxations interventions on injured athletes’ mood and pain during rehabilitation. The Online Journal of Sport Psychology, 10(1).
- NEISS (2010). NEISS data highlights 2010. US Consumer Product Safety Commission.
- O’Connor, E., Heil, J., Harmer, P. & Zimmerman, I. (2005). Injury. In J. Taylor, & G. Wilson (Eds.), Applying sport psychology (pp. 187-206). Champaign, IL: Human Kinetics.
- Olmedilla, A., Ortega, E., Abenza, L. & Boladeras, A. (2011). Lesiones deportivas y psicologia: una revisiòn (2000-2009). Cuadernos de Psicologia del Deporte, 11(1), pp.45-57
- Peper, E., Harvey, R. & Takabayashi, N. (2009). Biofeedback an evidence based approach in clinical practice. Japanese Journal of Biofeedback Research, 36(1), pp.3-10
- Pérez-Turpin, J.A., Cortell-Tormo, J.M., Suárez-Llorca, C., Chinchilla-Mira, J.J., Cejuela-Anta, R. & Andreu-Cabrera, E. (2012a). Lesiones en windsurfistas de élite masculinos. Revista Internacional de Medicina y Ciencias de la Actividad Física y el Deporte, 12(45), pp.83-92
- Pérez-Turpin, J.A., Cortell-Tormo, J.M., Suárez-Llorca, C., Chinchilla-Mira, J.J. & Carreres- Ponsoda, F. (2012b). Gender differences in sport injury: A retrospective study of elite windsurfers. Gazzetta Medica Italiana Archivio per le Scienze Mediche, 171(1), pp.59-64
- Pietrantoni, L. & Prati, G. (2012). Attivi e sedentari. Psicologia dell’attività fisica. Bologna: Il Mulino.
- Podlog, L., & Eklund, R. C. (2005). Return to sport after serious injury: Retrospective examination of motivation and psychological outcomes. Journal of Sport Rehabilitation, 14, 20-34.
- Podlog, L. & Eklund, R.C. (2007a). The psychosocial aspects of a return to sport following serious injury: A review of the literature from a self-determination perspective. Psychology of Sport and Exercise, 8, pp.535-566
- Podlog, L. & Eklund, R.C. (2007b). Professional coaches’ perspectives on the return to sport following serious injury. J Appl Sport Psychol, 19(2), pp.207-225
- Podlog, L. & Eklund, R.C. (2009). High-level athletes’ perceptions of success in returning to sport following injury. Psychology of Sport and Exercise, 10(5), pp.535-544
- Podlog, L. (2010). Need satisfaction, well-being, and perceived return-to-sport outcomes among injured athletes. Journal of Applied Sport Psychology, 22, 167–182.
- Podlog, L., Dimmock, J. & Miller, J. (2011). A review of return to sport concerns following injury rehabilitation: Practitioner strategies for enhancing recovery outcomes. Physical Therapy in Sport, 12, pp.36-42 Santi & Pietrantoni / Psychology of Sport Injury; journal of human sport & exercise
- Quinn, A. M., & Fallon, B. J. (1999). The changes in psychological characteristics and reactions of elite athletes from injury onset until full recovery. Journal of Applied Sport Psychology, 11(2), 210-229. doi:10.1080/10413209908404201
- Rees, T., Mitchell, I., Evans, L. & Hardy, L. (2010). Stressors, social support and psychological responses to sport injury in high- and low-performance standard participants. Psychology of Sport and Exercise, 11, pp.505-512
- Ryan, R. & Deci, E.L. (2000). Self-determination theory and the facilitation of intrinsic motivation, social development and well-being. Am Psychol, 55, pp.68-78
- Smith, A. M. (1990). Emotional Responses of Athletes to Injury. Mayo Clinic Proceedings, 65.
- Smith, A. M., Stuart, M. J., Wiese-Bjornstal, D. M., Milliner, E. K., O’Fallon, W. M., & Crowson, C. S. (1993). Competitive Athletes: Preinjury and Postinjury Mood State and Self-Esteem. Mayo Clinic Proceedings, 68.
- Sparkes, A.C. (2000). Illness, premature career-termination, and the loss of self: A biographical study of an elite athlete. In R. L. Jones and K. M. Armour (Eds.), Sociology of sport: Theory and practice (pp. 14–32). Harlow: Longman.
- Taylor, J. & Taylor, S. (1997). Psychological approaches to sports injury rehabilitation. Gaithersburg, MD: Aspen.
- Taylor, J. & Taylor, S. (1998). Pain education and management in the rehabilitation from sports injury. Sport Psychol, 12(1), pp.68-88
- Thompson, M. & Thompson, L. (2003). The biofeedback book: An introduction to basic concepts in applied psychophysiology. Wheat Ridge, CO: Association for Applied Psychophysiology and Biofeedback.
- Tracey, J. (2003). The emotional response to the injury and rehabilitation process. Journal of Applied Sport Psychology, 15(4), 279-293. doi:10.1080/714044197
- Vallerand, R.J. (2000). Deci and Ryan’s self-determination theory: a view from the hierarchical model of intrinsic and extrinsic motivation. Psychol Inq, 11, pp.312-318
- 45. Van der Sman, C., Van Marle, A., Eckhardt, J. & Van Aken, D. (2003). Risks of certain sports and recreational activities in the EU. Amsterdam: Consumer Safety Institute.
- Vealey, R.S. & Greenleaf, C.A. (2001). Seeing is believing: Understanding and using imagery in sport. In J. M. Williams, (Ed.), Applied sport psychology: Personal growth to peak performance (pp. 247-283). Mountain View, CA.: Mayfield Publishing Co.
- Vergeer, I. (2006). Exploring the mental representation of athletic injury: A longitudinal case study. Psychology of Sport and Exercise, 7, pp.99-114.
- Vitale, F. (2011). Recupero e prevenzione dell’infortunio sportivo: una ricerca sul contributo della pratica mentale (imagery). Giornale Italiano di Psicologia dello Sport, 10, pp.42-47.
- Weinberg, R. (2009). Motivation. In B. W. Brewer (Ed.), Sport Psychology (pp. 7-17). Chichester, UK: Wiley-Blackwell.
- Weinberg, R. & Gould, D. (2011). Imagery. In R. Weinberg and D. Gould (Eds.), Foundations of sport and exercise psychology (5th ed.). Champaign, IL: Human Kinetics
- Wiese-bjornstal, D.M., Smith, A. M., Shaffer, S.M. & Morrey, M. A. (1998). An integrated model of response to sport injury: Psychological and sociological dynamics. Journal of Applied Sport Psychology, 10(1), 46-69
2 Comments
Linda Gareth
mars 6, 2015, 2:51 pmDonec ipsum diam, pretium maecenas mollis dapibus risus. Nullam tindun pulvinar at interdum eget, suscipit eget felis. Pellentesque est faucibus tincidunt risus id interdum primis orci cubilla gravida.
REPLYAlex Holden
mars 6, 2015, 2:52 pmMaecenas dolor, sot donec ipsum diam, pretium gravida nulla maecenas mollis dapibus risus. Nullam tindun pulvinar at interdum eget, suscipit eget felis. Pellentesque est faucibus tincidunt.cubilla gravida.
REPLY